بغداد التعليقات الأخيرة :

من مخلفات الدولة العباسية ، وقد اتخذت دارَ استراحة لعدد من الخلفاء، وبعد ان عفا عليها الزمن استعملت مخزنا للبارود في الحقبة العثمانية ومعسكرا للجند ، الى ان جاء الوالي (مدحت باشا) فأصبحت مقرا لمدرسة الصنائع التي افتتحت لتكون مكانا يدرس فيه ابناء العوائل الفقيرة شتى انواع المهن . وعند زوال الحكم العثماني والاحتلال البريطاني ومجيء الحكم الوطني عام (1921م) اتخذ الملك (فيصل الاول) البناية مسكنا له .. ثم اصبحت مكاناً لعقد جلسات مجلس النواب في العهد الملكي عام 1934 بعد انتقال العائلة المالكة الى قصر الزهور.. ثم اصبحت البناية مقر لـ (محكمة الشعب / المهداوي) في عهد عبد الكريم قاسم .. ثم المتحف الحربي لاحقا ً .. و الآن دار الحكمة ===================== مدرسة أبي النجيب السهروردي ورباطه معن حمدان علي تعد محلة الميدان ، أواخر العصر العباسي جزءاً من محلة سوق السلطان ، وهي المحلة الممتدة من باب سوق السلطان ، الذي عرف في القرون المتأخرة بباب المعظم ، الى نهاية سوق الهرج الحالي وكانت تتألف من جملة الأسواق الفرعية والخانات التجارية والمدارس والمساجد . وفد الى بغداد شاباً الشيخ أبي النجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد السهروردي ، المولود في سهرورد التابعة الى مدينة زنجان عام 490هـ ، وتفقه بالمدرسة النظامية ، وجد في طلب العلم ، حتى صار من مشاهير مدرسيها ، وقد درس فيها السنوات (545 - 547 هـ ) ، ثم تركها ومال الى التصوف ، فآثر العزلة والأنقطاع عن الناس ، فأشتهر أمره ، وحف به طلاب التصوف ، وكان يستقي بالقربة على ظهره ، ويتقوت هو ومن عنده من المريدين بذلك ، ثم رجع وأشتغل بالوعظ . كانت له خربة على دجلة ، كما يصفها السبكي في طبقاته ، فآوى اليها هو وأصحابه ، وبناها رباطاً ، والى جانبها مدرسة ، فعمت شهرته ، سافر الى فلسطين والشام مدة يسيرة ثم رجع الى بغداد ، وكانت وفاته ببغداد عام 563هـ ، دفن في مدرسته في رواية ، أو في رباطه في رواية أخرى . ومن أشهر تلامذته أبن أخيه الشيخ عمر السهروردي دفين جامع السهروردي في بغداد ، وصاحب كتاب " عوارف المعارف في التصوف " . أن أول من أشار الى موضع مدرسته ورباطه هو المؤرخ البغدادي أبن الفوطي ، الذي كتب في ترجمة والي العراق للسنوات ( 693 -694 هـ ) ، عز الدين مودود مايلي " هو أخو الأمير علاء الدين علي صاحب المدرسة الشاطئية ، الراكبة على كرسي الجسر العتيق ، المحاذي لمدرسة الشيخ ضياء الدين أبي النجيب عبد القاهر السهروردي " وهو يعني بذلك المدرسة العلائية ثم العلية ، وأخيراً قصر الثقافة والفنون وبيت الحكمة . أي أن جسر بغداد العباسي يفصل ما بين المدرسة العلائية ورباط ومدرسة الشيخ السهروردي . وآخر من كتب عن بناية المدرسة والرباط قبل نقض أغلبها الشيخ محمود شكري الآلوسي في كتابه مساجد بغداد ، بأعتبارهما من مساجد بغداد ، فكتب " مسجد قديم العهد في جانب الرصافة ، بينه وبين دجلة طريق عام ، وبعض أبنية الحكومة ، وهو في الجهة الغربية من بغداد ، واسع المساحة ، فيه مدرسة وحجر ، وفيه أمام ومؤذن وخدم ، وفيه قبر الشيخ نجيب الدين السهروردي ، الصديقي ، دفن في هذا المسجد ، وكان يومئذ مدرسة له ، ولم أرَّ على جدرانه شيء من الكتابات " . لم يتبق من هاتين البنايتين الا المدرسة ، اذ أستمر التدريس فيها حتى منتصف القرن العشرين ، ثم زالت ، أما الرباط فقد تحول الى نادٍ للضباط ، بينما صار القبر في أحدى حجرات المبنى الذي أضيف الى بيت الحكمة .